قدرة إستشعار المجال المغناطيسي
.إعداد : زينب ناعو |
ما زالت فكرة إمتلاك الإنسان لقدرات فطرية تتجاوز حدود الحواس الخمس تخضع للدراسة العلمية وإلى التشكيك في وجودها ، وذلك إلى حين ، حيث أن دراسة بدأت تأتي بنتائج مثيرة على رغم أن الكثير من تجارب البشر سواء المنقولة شفوياً أو الموثقة عبر التاريخ تدل على وجود ملامح هذه القدرات التي تصنف على أنها إدراك ما فوق حسي ESP أو ما يطلق عليه الناس "الحاسة السادسة".
وإحدى هذه القدرات هو المقدرة على إستشعار الحقل المغناطيسي الأرضي بغرض التوجيه الدقيق على نحو ما هو معلوم أنه موجود لدى بعض الطيور و السلاحف البحرية إذ أنها تستخدم هذه القدرة بغرض التوجيه الدقيق في مسارات الهجرات الموسمية ومن غير الاعتماد على ضوء الشمس.
ففي السنوات الأخيرة اكتشفت مجموعة من الباحثين في علم الأعصاب ومن خلال التجارب المخبرية مورثة (جينة) تنشط في التفاعلات الكيميائية الحساسة للضوء عند الإنسان ويتركز عملها تحديداً في شبكية العين، إذ وجدوا أن للإنسان قدرة جزئية لإستشعار المغناطيسية الأرضية و هو ما دعى الباحثين إلى إعادة فتح مجال البيولوجيا الحسية ليكونوا على إستعداد لإجراء المزيد من الأبحاث المقبلة .
وكانت دراسة قامت بها كلية الطب في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية كشفت عن نوعاً من الفراشات يسمى مونارك أو الفراشات الملكية تمتلك القدرة على إستشعار الحقل المغناطيسي للأرض الذي تستخدمه للتنقل في حالة غياب الضوء.
فملايين من هذه الفراشات في مختلف أنحاء شرق الولايات المتحدة تسافر ما يصل إلى 2000 ميل إلى موقع محدد في بستان أشجار يقع في وسط المكسيك ولطالما انبهر العلماء بالآليات البيولوجية التي تسمح لأجيال متعاقبة من هذه المخلوقات الدقيقة السفر لمسافات طويلة الى منطقة صغيرة تقريباً ، إذ لا يتجاوز أبعادها 300 كيلومتر. ويقول (ستيفن ريبيرت) أستاذ ورئيس علم الأعصاب و المشرف على الدراسة : " لم يسبق لهذه الفراشات التواجد في هذا المكان من قبل كما لا يوجد ما يمكنها من تقفي الأثر لتسلك هذا الطريق بالذات ، ولهذا لا بد أن هناك برنامج وراثي يفسر سلوك هذه الفراشات المهاجرة ونريد أن نعرف ماهية هذا البرنامج وكيفية عمله " .
فملايين من هذه الفراشات في مختلف أنحاء شرق الولايات المتحدة تسافر ما يصل إلى 2000 ميل إلى موقع محدد في بستان أشجار يقع في وسط المكسيك ولطالما انبهر العلماء بالآليات البيولوجية التي تسمح لأجيال متعاقبة من هذه المخلوقات الدقيقة السفر لمسافات طويلة الى منطقة صغيرة تقريباً ، إذ لا يتجاوز أبعادها 300 كيلومتر. ويقول (ستيفن ريبيرت) أستاذ ورئيس علم الأعصاب و المشرف على الدراسة : " لم يسبق لهذه الفراشات التواجد في هذا المكان من قبل كما لا يوجد ما يمكنها من تقفي الأثر لتسلك هذا الطريق بالذات ، ولهذا لا بد أن هناك برنامج وراثي يفسر سلوك هذه الفراشات المهاجرة ونريد أن نعرف ماهية هذا البرنامج وكيفية عمله " .
ويؤدي فهم العلاقة بين المورثات (الجينات) والسلوك والتكيف الفيزيولوجي لدى هذه المخلوقات الصغيرة إلى رؤى جديدة لها علاقة مشابهة عند البشر في القدرة على استشعار المجال المغناطيسي للضوء و تحديد الاتجاهات.
وتوصل العلماء أن ما يتيح لهذه الحيوانات استشعار الحقل المغناطيسي للأرض هو مورثة أطلقوا عليها اسم كرايبتوكروم Cryptochrome وهي عبارة عن بروتينات قديمة جداً تطورت ولها صلة وثيقة بالإنزيم البكتيري فوتولايس photolyase والتي يتم تفعيلها بواسطة الضوء و تشارك في إصلاح الضرر في الحمض النووي.
و قد تبين أن نفس المورثة (الجينة) موجودة لدى كل البشر وهذا يعني أن لدى البشر أيضاً قدرة استشعار الحقل المغناطيسي للأرض و وجينة كرايبتوكروم عند هذه المخلوقات مشابهة في التسلسل الحمض النووي عند الإنسان.
ويُعتقد أن القدرة على استشعار الحقل المغناطيسي للأرض كانت موجودة لدى الإنسان في القديم ، بحيث كان الملاحيين والمستكشفين للعالم الجديد قادرين على السفر عبر بحار مجهولة لآلاف الأميال ومع ذلك كان لديهم القدرة على اختيار الإتجاه الصحيح باستخدام قدرتهم على استشعار الحقل المغناطيسي للأرض .
وهكذا يكون باحثون من كلية الطب في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية بإشراف د. (ستيفن ربيرت) قد وجوا دليلاً على إمكانية وجود قدرة الإستشعار بمغناطيسية الأرض لدى البشر.
وقد أظهرت مجموعة الأبحاث المختبرية أيضا أنه عندما تم ازالة مورثة كرايبتوكروم من إحد أنواع الذباب لم تعد قادرة على الاحساس بالحقل المغناطيسي للأرض ولكن عندما قام الباحثون بإدراج النسخة البشرية من بروتين كرايبتوكروم في هذه الذبابة التي كانت تفتقر إليها بات بإمكانها استعادة قدرة إستشعار المغناطيسية. وبينت هذه الدراسة أن درجة عالية جدا من بروتين كرايبتوكروم للإنسان تتمركز في شبكية العين البشرية. وهذا يشير إلى أن هذا البروتين قد يؤدي وظيفة مشابهة عند البشر في استشعار الحقل المغناطيسي للأرض .
ويقودنا ما ذكر آنفاً إلى التساؤل : " هل ما يزال بعض البشر يمتلكون قدرة إستشعار المغناطيسية على نحو مماثل لتلك القدرة لدى هذه المخلوقات ؟ ولماذا اختفت هذه القدرة عند البشر بينما ما زالت موجودة في الفراشات والطيور والسلاحف البحرية ؟ "
إن الإجابة عن هذه التساؤلات يحتاج الى المزيد من البحث الذي يتعين القيام به لتوضيح الوظيفة الدقيقة لمورثة كرايبتوكروم عند البشر.
شاهد الفيديو
تقرير يوضح مقدرة فراشات مونارك الإستثنائية في التعرف على مسارات الهجرة من خلال استخدام قدرة الإستشعار المغناطيسية :
إعداد : زينب ناعو
مراجعة وصياغة : كمال غزال
إقرأ أيضاً ...
- صلة الأحلام بالحقل المغناطيسي الأرضي
- خارقون 3 : قوى الكهرومغناطيسية
- 10 من أبرز أسرار الدماغ البشري
- الإدراك الخفي لدى الحيوانات الأليفة
- رحلات لا تصدق : عودة الحيوانات بعد ضياعها
- حيوانات تستشعر الزلازل قبل حدوثها
ليست هناك تعليقات: