قلعة "مسكونة" في أفغانستان
.إعداد : كمال غزال |
ليس الخوف من هجمات مسلحي طالبان الخوف الوحيد الذي يشعر به الشعب الأفغاني وإنما أيضاً الخوف من الأشباح والماوارئيات الأخرى، فالأفغان يتجنبون عادة المناطق التي يعتقدون أنها "مسكونة" ومنها مكان غارق في الذكريات القاتلة إلى درجة أن صلته بالأشباح لم تعد أمراً مدهشاً على الإطلاق.
قلعة "خير كوت"
في مرتفعات أفغانستان الباردة وفي إقليم (باكتيكا) إلى الشرق من (غازني) تقع قلعة بريطانية قديمة تدعى "خير كوت" تسكنها ذكريات مؤلمة ومروعة، بنيت القلعة في أوائل القرن التاسع عشر حينما خاضت القوات البريطانية سلسلة من المعارك في أفغانستان سميت بالحروب الأنغلو-أفغانية. انتهت الحرب الاولى في عام 1842 بعد تكبد البريطانيين خسارة كبيرة قدرت بـ 16 ألف جندي ولحد الآن يقال أن أشباح قلعة "خير كوت" ما زالت فيها، ومع إنقضاء تلك الحروب تحولت القلعة إلى أنقاض، لكن بعد غزو السوفييت لأفغانستان في عام 1979 قاموا بترميم القلعة لأغراض عسكرية ولأغراض مشبوهة أيضاً.
ماض مظلم
مؤخراً حظي تاريخ قلعة "خير كوت" بإهتمام عقيد في الجيش كان في "خير كوت" حسب ما نقله صحافي زار المكان في عام 2006 حيث علم العقيد أن هذا المكان استخدمه الروس بغرض التعذيب والإغتصاب وارتكاب جرائم قتل بحق السكان المحليين، حيث كان يقول الناس الذين كانوا خارج أسوار القلعة أنه بإمكانهم سماع صراخ أحبائهم المعذبين في الليل.
وبعد ذلك استحوذت حركة طالبان على القلعة في الفترة التي حكموا فيها أفغانستان فارتكبوا أفعال روعت السكان وأصابتهم بالذعر، ويقول السكان أن المزيد من الأرواح سكنت هذه القلعة في تلك الفترة التي شهدت جنوناً ديني المنحى.
وتحدث (لوكاس هوبر) وهو أحد قادة البحرية عن تقارير الأشباح التي أبلغ عنها السكان ويؤكد بأنها لا تختلف عن ما يعتقد به السكان ، ويقول جنود أن رؤيتك لتجسدات شبحية ليس من الأمور الغير مألوفة والمكان يلفك بشعور مخيف لا يمكن إنكاره، ويبقى السكان الذين يعيشون خارج أسوار قلعة "خير كوت" الأكثر إقتناعاً بأن الأشباح ليست حقيقية فحسب بل إنها إنعكاس لأرواح الناس المعذبة الذين عاشوا مرة فيها.
إقرأ أيضاً ...
- كيف يصبح المكان "مسكوناً" ؟
- غرائب حائل : قصص عن الجن والأماكن المسكونة
- طرق مسكونة
ليست هناك تعليقات: